خبراء: التذبذبات ستكون السمة الغالبة على أسواق المال الإماراتية خلال الفترة المقبلة
يتوقع أن تشهد أسواق الأسهم المحلية خلال موسم الصيف الحالي ومع تفضيل شريحة كبيرة من المستثمرين قضاء الإجازة الصيفية في الخارج، حالة من التقلب بين الارتفاع والهبوط، وسط إحجام وقيم تداولات ضعيفة، نتيجة تراجع النشاط، بحسب محللين ماليين ووسطاء.وقال هؤلاء وبحسب جريدة «الاتحاد»: إن نشاط الأسواق سيتسم بالهدوء، خصوصاً بعد انتهاء الشركات من الإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني منتصف الشهر الحالي، حيث ستكون هناك فترة فراغ معلوماتي تتزامن مع الإجازة الصيفية، الأمر الذي يفقد الأسواق زخمها في تسجيل نسب ارتفاعات قياسية أو التراجع بنسب كبيرة، لضعف التداولات.
واستعادت الأسواق خلال الشهر الماضي نحو 70% من الخسائر التي منيت بها خلال شهر يونيو الماضي، إذ بلغت مكاسبها نحو 94,5 مليار درهم، مقارنة مع خسائر بقيمة 132 مليار درهم في يونيو.
وقال محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية: إن الهدوء سيكون سمة تداولات الشهر الحالي على الأقل، حيث يُتوقع تراجع واضح في أحجام وقيم التداولات، مما يفقد الأسواق زخمها في الصعود والهبوط على السواء، وإن بقيت الحركة على الأسهم التي تطالها أخبار إيجابية، خصوصاً أسهم الشركات التي لم تعلن عن نتائجها المالية بعد.
وأضاف: «الأسواق دخلت فعلياً منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان موسم الصيف، وسيكون هناك غياب واضح لكبار المستثمرين الذين يستغلون الفرصة للسفر لقضاء الإجازة بالخارج، فضلاً عن فترة من الفراغ المعلوماتي بعد انتهاء الشركات من نتائجها المالية».
وأفاد بأن التذبذبات ستكون السمة الغالبة على الأسواق خلال الفترة المقبلة، حيث يتوقع أن نرى عمليات صعود يعقبها هبوط، لكن لن تكون بنسب قياسية سواء في الارتفاع أو الهبوط، لضعف النشاط.
فترة مناسبة وقال ياسين: إن الفترة الحالية ستكون الأنسب للمستثمرين الراغبين في بناء مراكز مالية جديدة بمستويات الأسعار الحالية التي تعتبر مغرية، وذلك استعداداً لموسم ما بعد الإجازة الصيفية، حيث يتوقع أن يكون الربع الأخير من العام كما هو معتاد أنشط فترات العام، سواء من حيث أحجام وقيم التداولات أو فرص ارتفاعات الأسواق.
الأمر ذاته، أكده المحلل المالي حسام الحسيني، مضيفاً: إن نشاط الأسواق سيكون ضمن المعدلات الهادئة في مثل هذه الفترات من العام، لكن ستحافظ على مسارها الصاعد، بعدما قاربت على الانتهاء من موجة التصحيح التي مرت بها منذ شهر يونيو الماضي، مدعومة بعمليات شراء مؤسساتية من قبل مؤسسات مالية لا تزال تتمسك بأسهمها ولا ترغب في البيع في المرحلة الحالية.
وأضاف: إن الصورة الإيجابية والمحفزات الأساسية للأسواق لم تتغير، وستظل داعمة للأسواق في المرحلة الحالية، يساندها في ذلك النتائج المالية للشركات والتي جاءت في غالبيتها خصوصاً نتائج البنوك أعلى من التوقعات.
وأفاد بأن الأسبوعين الحالي والقادم سيشهدان نوعاً من التقلب بين الصعود والهبوط، تعاود الأسواق بعدها صعودها لبدء مرحلة جديدة مع عودة المستثمرين من إجازاتهم الصيفية، والدخول في موسم جديد ستحقق فيه الأسواق مستويات قياسية جديدة سواء على صعيد المؤشرات الفنية أو على صعيد المستويات السعرية.
وقال الحسيني: إن مؤشر سوق دبي المالي أسس لموجة صعود جديدة باختراقه مستوى 4750 نقطة، ومؤهل للعودة إلى المستويات العليا التي بدأ منها موجة التصحيح عند 5400 نقطة، وعلى المدى الطويل سيصل إلى المستوى 6000 نقطة.
الأمر ذاته أكده أسامة العشري، عضو جمعية المحللين الفنيين– بريطانيا، مضيفاً: إن الإغلاق الإيجابي لمؤشر سوق دبي المالي خلال شهر يوليو الماضي، يوحي بالتفاؤل لاختراق حاجز المقاومة النفسي 5000 نقطة، مما يمهد لمحاولات جديدة لاختبار مستويات المقاومة القريبة فوقه خلال تداولات الشهر الحالي.
بيد أنه قال: «المؤشر حتى الآن لا يزال يتداول فى اتجاه هبوطي غير مكتمل الشروط والمواصفات الفنية على خرائط اتجاهه للمدى المتوسط، ولذلك لن يتجاوز الخطر من دون تجاوز مستوى المقاومة الحامي لاتجاه هبوطه عند 5289 نقطة خلال تداولات الشهر الجديد، وبناء عليه ينبغي توخي الحذر فى التفاؤل قبل نجاح المؤشر فى تجاوز هذا المستوى المهم وبشكل مقنع».
تداول إيجابي ولكن.
! وبين أن التداول الإيجابي للمؤشر خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، جاء رد فعل على الأداء الإيجابي المؤقت لسهم أرابتك بعد إفصاحها عن النتائج المالية للربع الثاني والتي أظهرت نمواً بنسبة 11% إلى 103 ملايين درهم مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي وبتراجع تجاوز%25 عن أرباح الربع الأول من العام الحالي والبالغة 138 مليون درهم، لذا نرى أن الأرباح المتواضعة والأقل من المتوقع لا تتناسب مع حجم المشروعات الضخمة التي تعاقدت عليها الشركة منذ مطلع العام الحالي، كما لا يجوز مقارنتها بأرباح النصف الأول من العام الماضي فقط كما أوضحت وسائل الإعلام معلنة زيادة نصف سنوية بنحو 55% مقارنة بأرباح النصف الأول من العام الماضي.
وقال العشري، إن الجلسات الأخيرة من تداولات الشهر الماضي شهدت قيام الرئيس التنفيذي السابق لشركة أرابتك ببيع جزء من أسهمه بالأسعار الحالية، وتخلى عن آماله بالبيع عند مستويات 7 دراهم، كما أعلن من قبل، مما يؤكد صحة المستندات الفنية الواضحة على خرائط اتجاه السهم للمدى المتوسط، والتي تشير إلى سهولة تجدد موجات الهبوط للورقة المالية على المدى المتوسط.
وأضاف: إن إشارة بدء التراجع من جديد، يعد تجاوزاً ناجحاً لمستوى الدعم الرئيسي عند 3,69 خلال تداولات الشهر الجديد، لكن السهم الأكثر دعما لتوجهات مؤشر دبي لا يزال يواجه مخاطر التراجع، تزامناً مع مؤشرات فنية سلبية، مما سيؤثر سلباً على اتجاه مؤشر سوق دبي.
وبالنسبة لمؤشر أبوظبي، قال العشري: إنه لم يختلف كثيراً عن مؤشر سوق دبي، حيث يتداول في اتجاه هبوطي شبه ناجح على خريطة اتجاهه للمدى المتوسط، لذلك يعتبر تداوله عالي المخاطر رغم إغلاقه في نهاية تداولات الشهر فوق حاجز المقاومة النفسي عند مستوى 5000 نقطة.
وأوضح أنه يتعين على المؤشر تجاوز مستوى المقاومة الهام عند 5267 نقطة، للتأكيد على تجاوز الخطر، وبدون ذلك سوف يظل المؤشر عرضة لتراجعات قد تتسم بالحدة، وستكون إشارة الخطر عند تعرض جديد المؤشر لمنطقة الدعم الرئيسية 4725 نقطة من جديد.