خبراء: سيولة عالمية تترقب طرح أسهم «إعمار مولز» للاكتتاب
تترقب شركة «إعمار مولز» سيولة عالمية ومحلية مع الإعلان عن موعد الاكتتاب العام وطرح أسهمهما في سوق دبي المالي والمتوقع أن يكون قبل نهاية سبتمبر الحالي. وتوقع رؤساء شركات مالية وخبراء ماليون أن يحظى الطرح بتغطية واسعة كونه سيكون طرحاً عالمياً. بحسب جريدة الاتحاد
وأكد هؤلاء تعطش المستثمرين والأسواق المالية لعودة الدوران لسوق الإصدارات الأولية بعد الركود الذي منيت به خلال السنوات الخمس المقبلة، والذي بدأ في التلاشي التدريجي بداية من الربع الثاني من هذا العام من خلال اكتتابين ناجحين لكل من «الإمارات ريت»، التي أدرجت في بورصة ناسداك، واكتتاب شركة ماركة الذي تمت تغطيته بنحو 36 مرة.
ورجح خبراء ماليون أن يشهد الربع الأخير من العام الحالي وكذلك العام المقبل الإعلان عن سلسة من الاكتتابات العامة تتراوح بين 10 و15 اكتتابا في قطاعات مختلفة، في وقت طالب فيه سوق دبي المالي المستثمرين الراغبين في المشاركة في الاكتتابات العامة الأولية المرتقبة والذين ليس لديهم رقم مستثمر، بضرورة الإسراع في إصدار هذا الرقم، مؤكدا أن رقم المستثمر يعد إلزامياً للمشاركة في الاكتتابات الأولية، مطالباً في الوقت ذاته المستثمرين الحاليين بضرورة تحديث بياناتهم لتسهيل عملية الاكتتاب.
وأكد الخبراء أن اكتتاب شركة «ماركة» شكل بدوره أول اختبار حقيقي لشهية المستثمرين باتجاه الإصدارات الأولية، ومدى تجاوب الأسواق مع عودة نشاط الاكتتاب الأولية مجدداً بالتزامن مع النشاط المحموم في أسواق الأسهم والارتفاعات القياسية التي سجلتها خلال العام 2013 والفترة المنصرمة من العام الحالي، ومستويات السيولة القوية في الأسواق.
وأجمع هؤلاء على أهمية الطرح الأولى لشركة إعمار مولز في أعقاب النجاح الذي سجلته الإصدارات السابقة وذلك لتأكيد الاتجاه الإيجابي للأسواق، لاسيما وأن سجل الشركة يحمل نجاحات كبيرة وتعمل في قطاع يتمتع بانخفاض مستوى المخاطر بما يحقق عائدات فورية للمستثمرين.
وأكد الدكتور كريم الصلح، الرئيس التنفيذي في «جلف كابيتال» أهمية الطرح المزمع لشركة إعمار مولز كونه سيكون طرحا عالمياً من شأنه أن يستقطب مساهمين كبار من كافة أنحاء العالم، متوقعاً أن يحظى الطرح بتغطية واسعة، خاصة من قبل المستثمرين المؤسساتيين والصناديق السيادية والبنوك والمحافظ المتخصصة في نشاط التجزئة والعقارات والبنية التحية.
وأوضح الصلح أن السوق متعطش لمثل هذه الاكتتابات القوية ذات الطابع العالمي، حيث تمتلك اعمار مولز أكبر مول بالعالم، لافتاً إلى أن الطرح سيكون جاذبا للمستثمرين، نظرا لأن العائد قوي ومضمون منوها بتخصيص 70% من الطرح لشريحة المؤسسات و30% للأفراد.
وأكد الصلح أن عوامل نجاح اكتتاب إعمار مولز وغيره من أي اكتتابات أخرى كثيرة ومتعددة أبرزها التحسن الملحوظ في أسواق الأسهم وعودة شهية المستثمرين لسوق الاكتتاب بعد ركود استمر نحو 5 سنوات، فضلا عن قوة الأداء الاقتصادي في الإمارات ووفرة السيولة بالأسواق، فضلا عن السيولة العالمية المرتقبة لدخول أسواق الإمارات عبر الاكتتابات العالمية، خاصة بعد ترقية أسواق الإمارات على مؤشر إم أس سي أي للأسواق الناشئة في مايو الماضي.
من جهته، قال عماد غندور، المدير التنفيذي لشركة سيدار بريدج كابتال: إن هناك توقعات متفائلة بتغطية اكتتاب شركة إعمار مولز بشكل واسع، خاصة مع اتجاه المستثمرين، سواء المؤسساتيين أو الأفراد لقطاع التجزئة والاستثمار في الشركات العاملة في هذا النشاط.
وتوقع أن يكون اكتتاب إعمار مولز من أكبر الاكتتابات في المنطقة في هذا القطاع، مشيرا إلى أن الاكتتاب سيعد بمثابة اختبار لشهية المستثمرين العالميين للاستثمار في أسواق المنطقة في ظل الظروف الجيوساسية العالمية والاقليمية الراهنة، وذلك نظرا لأنه سيتم إتاحة 70% من الطرح لشريحة المؤسسات.
وأشار إلى أن سوق الاكتتابات الأولية في الإمارات يشهد نوعاً من التحسن التدريجي منذ بداية العام، لكنه يحتاج إلى المزيد من التحفيز للعودة إلى الانتعاشة التي كان عليها في عامي 2005 و2007، سواء على المستوى التنظيمي أو التشريعي أو على المستوى القطاعي.
وأوضح أن ما يدعم عودة النشاط إلى سوق الإصدارات الأولية وجود فائض في السيولة لدى المستثمرين، ورغبتهم في جزء منها في الاكتتابات الجديدة، وعلى وجه الخصوص تلك التي تساهم في منح قيمة مضافة للسوق الثانوي، لافتاً إلى أن من أهم القطاعات المرشحة لطرح اكتتابات في السوق هي قطاعات التجزئة والتعليم والصحة، وهي أنشطة حافظت على نسب نمو جيدة حتى في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي شهدها العالم في العام 2008 وما بعده.
وطالب غندور الجهات المختصة ببذل مزيد من الجهود لعودة النشاط لسوق الاصدارات الاولية، وذلك بعد الركود الذي أصابه خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن قطاع البتروكيماويات والخدمات النفطية المساندة يجب أن يمثل في الأسواق المالية، وذلك نظرا لأهميته في دعم الأسواق.
إلى ذلك، قال عبدالله الحوسني، مدير شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية: إن متانة الاقتصاد الوطني وارتفاع مستوى السيولة بالإضافة إلى التحسن الملموس في أداء الأسواق المالية منذ عام 2013، حفزت الشركات للعودة إلى سوق الإصدارات الأولية، حيث شهدنا طرح شركة ماركة والتغطية الواسعة للاكتتاب بأكثر من 36 مرة، الأمر الذي يشير إلى إمكانية استعادة مشهد الانتعاش في سوق الإصدارات الأولية بعد ركود دام أكثر من 5 سنوات.
وتوقع الحوسني أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة من الإصدارات الأولية تتراوح بين 10 إلى 15 إصدارا حتى الربع الأول من عام 2016 على حد تقديره.
واستند الحوسني في توقعاته المتفائلة إلى العديد من العوامل التي تدعم عودة عجلة سوق الإصدارات الأولية للدوران، إلى تحسن أسواق الأسهم وتزايد مستويات ثقة المستثمرين في الأسهم وأجواء التفاؤل التي تسود أوساط المستثمرين بعد إعلان شركة اعمار العقارية عن خططها لطرح شركة إعمار لمراكز التسوق للاكتتاب العام، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لسلسة اكتتاب جديدة، منها ما تم الإعلان عنه، ومنها ما يجري الحديث حوله حالياً، والتي تتميز في مجملها بأنها تأتي من شركات في قطاعات جديدة غير مشمولة في السوق مثل قطاع التجزئة والتعليم والصحة، بما يعكس التنوع الفعلي في اقتصاد دبي، مستبعدا في الوقت ذاته أن يشهد هذا العام الحديث عن إدراجات لشركات عقارية أو مصرفية أو خدمات مالية جديدة نظرا لتشبع السوق من هذه الشركات.
بدوره، أكد مدير الصناديق ورئيس قسم التداول في شركة «فيجن إنفستمنتس»، مروان شراب، أن شهية المستثمرين للاكتتابات الأولية في الأسواق المحلية مرتفعة للغاية، مشيرا إلى أن الزخم المتواصل الذي تشهده الأسواق منذ بداية 2013، على مستوى السيولة وعلى صعيد اهتمام المستثمرين، من شأنه أن يدعم بطريق مباشر أى عملية اكتتاب أولى في الأسواق، متوقعا أن يحظى اكتتاب إعمار مولز والاكتتابات المتوقع الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة بتغطيات كبيرة.