خبيرة: الحفاظ على النمو أبرز تحديات الشركات العائلية في الشرق الأوسط
أكدت فريدة العجمي المدير العام لمؤسسة “ثروات” أهمية الدور الذي تلعبه الشركات العائلية في منظومة النمو الاقتصادي على مستوى المنطقة لافتة إلى إن هذه الشركات تشكل نسبة تتراوح من 70 إلى 90% من القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . وتحدثت في حوار مع “الخليج” عن أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية في المنطقة مبرزة منها مسألة الحفاظ على النمو الذي تم تحقيقه في أهم الأسواق التنافسية ذات الطابع العالمي . بحسب جريدة الخليج
وقالت إن المشهد التنافسي تغير بسرعة كبيرة خلال العقد الماضي في دول مجلس التعاون الخليجي ووجب على الشركات العائلية التكيف مع الحالة الجديدة كي تتمكن من دعم النمو .
ونظمت مؤسسة “ثروات” ومقرها دبي، الدورة الرابعة ل”مؤتمر تواصل الشركات العائلية” في الفترة ما بين 27 و29 أغسطس/آب الجاري، وقالت العجمي إن المؤتمر جمع أبرز أعضاء الشركات العائلية من مختلف أنحاء العالم في لندن .
وشاركت في المؤتمر 15 شركة عائلية من العالم العربي لمناقشة اهم التطورات والتحديات التي تواجه القطاع في المنطقة .
وفي ما يلي نص الحوار:
* هل لكِ أن تطلعينا على المزيد من التفاصيل عن “ثروات” وعن عملك هناك؟
– بإلقاء نظرة إلى الشركات في العالم العربي، نجد أن نمط الملكية الأكثر شيوعاً فيها يتجلى في الشركات العائلية .
وبالرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة إلا أن العديد من المصادر ترى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية الكبرى تشكل نسبة 70% وحتى 90% من القطاع الخاص .
وانطلاقاً من إيماننا بالدور الكبير الذي تلعبه الشركات العائلية في دعم الاقتصاد، أطلقنا في العام 2006 منتدى ثروات للشركات العائلية بالتعاون مع العديد من الشركات العائلية في المنطقة العربية .
ولا شك في أن رؤيتنا هذه تهدف إلى دعم الشركات العائلية لتحقيق الاستدامة والنمو وهي استراتيجية ناجحة بكل المقاييس بالنسبة للشركات العائلية والمجتمع أيضاً .
ومن خلال إنشاء مؤسسة غير ربحية تتألف عضويتها من الشركات العائلية وتعنى بقضايا الشركات العائلية، يسلط منتدى ثروات الضوء على أهمية لقاء ودعم النظراء .
ويسرني القول إنه خلال السنوات الماضية نجحنا في تأسيس مجتمع أعمال يتمتع بمكانة راسخة ويضم العديد من الشركات الملتزمة بعملها في المنطقة .
وندير مؤسستنا هذه حالياً عبر مقرنا الرئيسي في دبي كما نمارس العديد من الأنشطة في شمال إفريقيا وبلاد الشام إضافة إلى دول الخليج .
تواصل الشركات
* ما النتائج المرجوة من مؤتمر تواصل الشركات العائلية؟ وما هي المواضيع الرئيسية المطروحة للنقاش في المؤتمر؟
– أطلق مؤتمر تواصل الشركات العائلية أعماله في العام 2011 بصفته مؤتمراً متخصصاً بهدف تسهيل حوار الثقافات والأجيال بين الشركات المملوكة من قبل العائلات مع التركيز على استدامة الشركات والابتكار .
وبدأ فريق ثروات بعقد المؤتمر إذ شعرنا بأن الأفراد في العالم العربي يرغبون حقاً في تبادل الآراء مع العائلات من الدول الأخرى ومقارنة النتائج . ويسرنا حقاً أن يسير هذا مؤتمر بخطى بطيئة واثقة وسرعان ما سيتحول إلى مركز رائد للنقاش والحوار .
ويشهد جدول أعمال مؤتمر تواصل في كل عام قائمة منوعة من الأعمال تناسب كل الأجيال وتتضمن تعاقب الأجيال وإقامة ورشات التدريب الخاصة بأبناء الجيل المقبل .
وقد جرت العادة على طرح قضية جوهرية للنقاش في المؤتمر ويناقش المؤتمر هذا العام مسألة القيم العائلية وأثرها في نمو الشركة العائلية .
ويسرني القول إن المؤتمر نجح في استقطاب أبرز الشخصيات التي جاءت من كل أرجاء العالم للمشاركة في المؤتمر وتبادل الآراء والخبرات .
ويستضيف المؤتمر على سبيل المثال البروفيسور ستيفان غاريلي من كلية الأعمال IMD للتنمية الإدارية في لوزان وهو مؤسس مركز التنمية الإدارية IMD العالمي للتنافسية في لوزان من سويسرا .
كما يستضيف المؤتمر الأمير مايكل من ليختنشتاين، رئيس مجلس إدارة شركة “اندستري أند فاينانز كونتور” ومؤسس ورئيس مجلس إدارة “مركز خدمة المعلومات الجيوسياسية أيه جي” في فادوز .
ومن الهند، يشارك رافي كانت، نائب رئيس مجلس الإدارة السابق في شركة “تاتا موتوز ليمتد” .
ولا ننسى أيضاً مشاركة كارول هوبشر، رئيسة مجلس إدارة “كاران داش” من سويسرا إضافة إلى خواكين أورياش، رئيس مجموعة “أورياش” في إسبانيا .
وأذكر أيضاً الآنسة باتريشيا جاني، الرئيس التنفيذي المالي في شركة “إساو ليمتد” لتزويد النفط في جمهورية ترينيداد وتوباغو .
ومن مصر، يستضيف المؤتمر عمر صفي الدين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في “الشركة المصرية الألمانية للصناعات الإنشائية” إضافة إلى شيرين دباس مقدم، المدربة التنفيذية والإدارية وعضو مجلس إدارة في شركة دباس القابضة في لبنان .
وتشارك الولايات المتحدة الأمريكية من خلال واندا أورتواين، الرئيس التنفيذي في شركات “لاك” العائلية .
كما يطرح المؤتمر قضية جوهرية أخرى من خلال تسليط الضوء على “المكاتب العائلية” .
لكن ولسوء الحظ لا يزال هناك غموض كبير بخصوص دور المكاتب العائلية والفرق بين المكاتب العائلية المفردة والمتعددة وغيرها من العوامل الأخرى .
ويتخلل الجزء الأخير من المؤتمر استعراض الفرص المتعددة التي يمكن للمكاتب العائلية تقديمها وكيف يمكن لمالكي الشركة الاستفادة من عمل هذه المكاتب .
* هل لكِ أن تطلعينا على عدد الشركات المشاركة في المؤتمر من المنطقة والإمارات بشكل خاص؟
– نستضيف هذا العام مجموعة من الشركات العائلية القادمة من 21 دولة في 4 قارات .
ويشارك العالم العربي من خلال 15 شركة عائلية من دول الخليج والإمارات إضافة إلى بلاد الشام وشمال إفريقيا .
* برأيكِ ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات العائلية في دولة الإمارات وفي المنطقة برمتها؟ وكيف يمكن مواجهة تحديات كهذه؟
– يتجلى أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية في منطقة الخليج في مسألة الحفاظ على النمو الذي تم تحقيقه في أهم الأسواق التنافسية ذات الطابع العالمي . لقد تغير المشهد التنافسي بسرعة كبيرة خلال العقد الماضي في دول مجلس التعاون الخليجي ووجب على الشركات العائلية التكيف مع الحالة الجديدة كي تتمكن من دعم النمو .
كما أن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الجديدة يؤثر بشكل كبير في أداء الشركة ومدى تأقلمها مع دورة الحياة القصيرة للمنتجات .
ويحتاج قادة هذه الشركات إلى سبق رَكب التغييرات الطارئة على الأسواق الخاصة بهم .
ومن الناحية العائلية، فإن ولادة أجيال جديدة ستؤدي إلى إشراك المزيد من أفراد العائلة في العمل والإدارة وظهور المزيد من القضايا التي يجب التعامل معها وحلها من خلال تبني نظم الحوكمة المناسبة والإجراءات الإدارية الفاعلة .
ومن ناحية أخرى، ساهم انفتاح المنطقة على الساحة الدولية في توفير المزيد من الفرص في السوق الأمر الذي منح قادة الشركات فرصة إيجاد المواهب والخبرات والتكنولوجيا على مقربة منهم .
ومع اتساع شبكة العلاقات الدولية من الناحية الشخصية والأعمال، سيحظى قادة الشركة العائلية من أفراد الجيل القادم بفرص عديدة لإغناء وتوسيع إرث عائلتهم والجمع ما بين الموارد المالية للمنطقة وخصوصياتها مع المزيد من الخبرات والانفتاح الدولي .
* برأيك أين وكيف تتمكن الشركات العائلية من النمو ضمن الاقتصادات الناشئة؟
– غالباً ما تتمتع الشركات العائلية في الاقتصادات الناشئة بمزايا تفوق منافسيها من الشركات متعددة الجنسيات بسبب الثقة التي يبديها عملاؤها تجاه اسم الشركة العائلية .
وهذه ميزة تنافسية تمكن الشركات العائلية من الوصول إلى أكثر الأسواق صعوبة والمنافسة ضمن أسواق يخشاها كثيرون .
وفي الوقت ذاته، يسعى قادة الشركات إلى تبني التكنولوجيا الحديثة لتحسين العمليات وابتكار منتجات جديدة .
ومع ظهور دورة الحياة القصيرة للمنتجات وزيادة وعي العملاء بخصوص قضايا الجودة، يشكل الابتكار ومطابقة المواصفات عاملين أساسيين لتحقيق النمو .
لا شك في أن انضمام الجيل التالي إلى صفوف العمل في الشركة العائلية يتطلب وجود قيادات شابة تعزز التواصل الدولي باستمرار .
الأعمال الخيرية
* كيف تنظرين إلى التوجه الجديد نحو الأعمال الخيرية على مستوى الشركات العائلية في المنطقة؟
– تشتهر الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط بأعمالها الخيرية .
أعتقد أننا لا نزال نقلل من أهمية النشاطات الخيرية في منطقتنا .
وعلى الرغم من دورها الكبير في المجتمعات إلا أننا لا نزال بحاجة إلى مزيد من التعاون والسيطرة على الجمعيات والمنظمات الخيرية .
نشهد في السنوات الحالية توجه المشاريع الخيرية لاعتماد نظام أكثر استدامة يقوم على مبدأ المهنية والمساءلة المتزايدة .
وتدرك العديد من العائلات أهمية وجود مؤشر أداء شخصي لكل مشروع للتأكد من ضبط مسار المشروع والاطلاع على سير أعماله بشكل دوري .
* كيف ترين التطور في قضية التوريث على مستوى الشركات العائلية في المنطقة؟
– كما هو الحال بالنسبة للشركات الأخرى، يعتبر وجود التخطيط الفاعل لتعاقب الأجيال على إدارة الشركة أمراً في صميم سياسة الشركة العائلية الناجحة .
فمن المهم حقاً تطوير الأدوار الرئيسية على كافة المستويات وتسليم قيادتها إلى أفضل المواهب .
لا يمكننا اعتبار التخطيط للتعاقب عملية منفصلة بكل تأكيد . إذ يجب أن تشكل خطة التعاقب جزءاً لا يتجزأ من نظام الحكومة الشامل الذي يتضمن العائلة والقيادة وحوكمة الشركة .