خبراء: النطاق السعري لـ “إعمار مولز” يفتح شهية المؤسسات ويربك صغار المستثمرين
تباينت آراء المستثمرين حول النطاق السعري لسهم شركة إعمار مولز، والذي حددته الشركة أمس ما بين 2,50 و2,90 درهم للسهم الواحد، بين الترحيب والقبول اللافت من قبل المؤسسات الاستثمارية، التي تتطلع لاستثمارات طويلة المدى، والتحفظ من قبل صغار المستثمرين، الذين أبدوا تخوفاً من ارتفاع كلفة السهم عند التمويل.
وأعرب مستثمرون أفراد عن مخاوفهم من تدني نسبة التخصيص نتيجة الإقبال الكبير المتوقع على الاكتتاب من قبل المؤسسات، وتحديد نسبة 30% فقط للأفراد، مع إعطاء الأولوية لحملة سهم إعمار العقارية، مقترحين أن تدرس الشركة زيادة الحصة المطروحة لتصل إلى 20% لتعويض الانخفاض المحتمل في نسبة التخصيص مع التغطية الفائقة للاكتتاب.
وقال هؤلاء ـ وفقا لـ “الاتحاد” ـإن النطاق السعري الذي حددته الشركة دفع العديد من المستثمرين إلى إعادة حساباتهم في اليوم الأول من الاكتتاب دون أن يؤثر ذلك على شهيتم للمشاركة في الاكتتاب، لافتين إلى أن اليوم الأول عادة ما يتسم بالاستفسارات حول الاكتتاب مع القراءة المتأنية لنشرة الاكتتاب للتعرف على آفاق الاستثمار في الشركة، وذلك قبل أن تسارع وتيرة المشاركة كلما اقتربنا من موعد إغلاق الاكتتاب.
وفي المقابل، اعتبر مدراء محافظ ومؤسسات استثمارية النطاق السعري المعلن لسهم إعمار مولز عادلا ومنطقيا وتنافسيا وفقا للتقييم، متوقعين أن يلقى هذا النطاق قبولاً واسعاً من قبل المؤسسات الاستثمارية التي لديها شهية كبيرة للاستثمار في شركة إعمار مولز التابعة لإعمار العقارية، والتي تحظى بسمعة عالية في أوساط المستثمرين العالميين والمحليين على حد سواء.
وأظهر اليوم الأول للاكتتاب وجود اهتمام ملحوظ من قبل المستثمرين الأفراد بالاكتتاب في إعمار مولز، فهناك من المستثمرين من اتخذ قراره بالاكتتاب مباشرة وذهب إلى أفرع البنوك المتلقية للاكتتاب حاملا معه الأوراق المطلوبة والشيك البنكي بقيمة المبلغ المكتتب به، وهناك آخرون ذهبوا للاستفسار عن الإجراءات المطلوبة للمشاركة، والكميات المعروضة والتخصيص والتسعير الذي شكل المحور الرئيسي من الاستفسارات في اليوم الأول.
ووصفت مصادر في البنوك المتلقية للاكتتاب الإقبال في اليوم الأول بـ «الجيد”، سواء من قبل المؤسسات أو الأفراد، متوقعة أن تتم تغطية الطرح في زمن قياسي.
وقال سوريش كومار رئيس مجموعة فاليوز إن توقعات الإقبال القوي على الاكتتاب في أسهم إعمار مولز تدعمه عوامل عديدة أبرزها السمعة العالمية لعلامة إعمار العقارية، والتي تدشن من خلال طرح أبرز الوحدات التابعة لها العودة الفعلية لانتعاش سوق الاكتتابات الأولية في الإمارات بعد ركود دام 5 سنوات، فضلا عن أن أنشطة إعمار مولز والتدفقات المالية القوية لها، بالإضافة إلى أن القطاع الذي تمثله وهو قطاع التجزئة يعد من أكثر القطاعات حيوية في اقتصاد دبي في الوقت الراهن، ويتوقع أن يواصل زخم النمو للمديين المتوسط والبعيد.
وأفاد بأن من العوامل الأخرى التي تدعم الإقبال القوي على الاكتتاب في إعمار مولز هي وفرة السيولة في النظام المالي والمصرفي بالإمارات التي تبحث عن أدوات جديدة لاستثمارها ويأتي في صدارتها الاكتتابات الأولية.
وأضاف أن النطاق السعري الذي حددته الشركة يعد تنافسياً ومناسبا للمؤسسات الاستثمارية المتمرسة في أنشطة الاكتتاب، عبر نظام بناء سجل الأوامر الذي يعد غير معتاد في أسواق الإمارات خاصة بالنسبة للمستثمرين الأفراد الذين اعتادوا على الاكتتاب وفقاً لنظام السعر الثابت والمحدد عند الطرح.
وأوضح أن تبني إعمار مولز هذه الآلية الجديدة في الاكتتاب للمرة الأولى في سوق دبي المالي وكأول طرح في قطاع التجزئة لشركة قائمة، يشكل تطورا لافتاً في سوق الاكتتابات الأولية في الإمارات، واختبارا حقيقيا لشهية الأسواق وقدرتها على التجاوب مع هذه الآلية خاصة على صعيد الأفراد، بما يمهد لانتشار أوسع في المستقبل لهذه الآلية.
من جهته، قال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة بنك أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن هناك مؤشرات قوية على أن الإقبال على الاكتتاب في أسهم إعمار مولز سيفوق التوقعات، لافتاً إلى أن اليوم الأول عادة ما يتسم بالسؤال عن كمية المبلغ المكتتب به، خاصة من قبل شريحة الأفراد، التي يتوقع أن تغطي النسبة المطروحة لهم في زمن قياسي.
وأوضح أن النطاق السعري المعلن أمس لن يحد من شهية المستثمرين الأفراد المرتفعة للاكتتاب، لكنه يضعهم أمام خيارين الأول يتعلق بالاكتتاب بما هو متوفر لديهم من سيولة نقدية مباشرة، والآخر إرجاء الاكتتاب لحين الحصول على تمويلات من البنوك لزيادة فرصهم عند التخصيص، منوهاً إلى أن الخيار الثاني قد يرفع من كلفة السهم على المستثمرين الأفراد، لهذا يجب توخي الحذر من الاقتراض بما يفوق القدرات المالية للمستثمر الفردي.
وأوضح أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الاكتتاب يحظى بإقبال قوي من اليوم الأول، وذلك على خلفية التداولات التي شهدتها الأسواق أمس من تدني أحجام التداول وتراجع مستويات السيولة.
وأشار إلى أن الإقبال من المؤسسات على الاكتتاب سيكون عالياً للغاية، خاصة مع اقتراب إغلاق الاكتتاب بالنسبة لهذه الشريحة والمحدد له يوم 26 سبتمبر، مشيرا إلى تطلع هذه المؤسسات لاستثمار طويل الأجل في الشركة للاستفادة من الآفاق الواعدة في القطاع، والتي بدورها ستعزز أوضاع مكرر الربحية على المدى البعيد.
إلى ذلك، قال الخبير المالي وضاح الطه إنه على الرغم من صعوبة تحديد مستوى الإقبال على الاكتتاب في اليوم الأول، فإن عمليات التسييل التي شهدتها الأسواق خلال الفترة الماضية -ويتوقع أن تتواصل كلما اقتربنا من موعد إغلاق الاكتتاب بأيام قليلة-، تعكس مدى شهية المستثمرين للاكتتاب في إعمار مولز، مشيرا إلى أن النطاق السعري الذي أعلنته الشركة يعد عادلا من وجهة نظر المؤسسات الاستثمارية، بالنظر إلى التقييم الذي أخذ في الاعتبار قوة إيرادات الشركة والقيمة العادلة للأصول.
وأوضح أن النطاق السعري قد يدفع صغار المستثمرين لإعادة حساباتهم في الأيام الأولى من الاكتتاب، لكنه لن يفقد شهيتهم للاكتتاب، خاصة وأنه جاء محدودا بين 2,50 و2,90 درهم للسهم الواحد، وذلك نتيجة ربحية القطاع، والزيادة المتوقعة في الربحية، وزيادة مساحات التجزئة، ونسب الإشغال المرتفعة، بالإضافة إلى توقعات النمو السنوي في النشاط السياحي في دبي الذي يمثل الرافد الرئيسي لنمو قطاع التجزئة الذي يتهيأ لنمو قوي خلال السنوات المقبلة خاصة مع استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020.
وقال الطه إن هناك توقعات بأن تدفع التغطية الكثيفة للاكتتاب الشركة إلى دراسة رفع النسبة المطروحة من 15,4% من رأس المال أو ما يعادل ملياري سهم، إلى نحو 20%، وذلك لإتاحة الفرصة أمام المستثمرين الأفراد للحصول على كميات معقولة من الأسهم عند التخصيص، لافتاً إلى أن النسبة المطروحة حالياً مع الإقبال الكثيف وتحديد نسبة 70% للمؤسسات و30% فقط للأفراد الأولية فيهم لمساهمي إعمار العقارية قبل 10 سبتمبر، سيحد من نسبة التخصيص.
من جهته، قال المستثمر محمد أحمد رمضان، إن النطاق السعري للسهم جاء مخالفاً لتوقعات المستثمرين الأفراد الذين توقعوا أن يقل عن الحد الأدنى المطروح حالياً عند 2,5 درهم، وعلى أقصى تقدير أن يكون عند 2,7 درهم، لكنه أشار إلى أن ذلك النطاق لن يحول من الاكتتاب الذي توقع أن تتم تغطيته في زمن قياسي، لافتاً إلى أن المخاوف التي يخشاها المستثمرون الأفراد تتعلق بإمكانية أن تكون نسبة التخصيص ضئيلة في ضوء الطلب القوي على التغطية من الشركات والأفراد معاً، فضلاً عن منح الأولوية لحملة سهم إعمار العقارية بالنسبة لشريحة الأفراد.
لكن في المقابل اعتبر المستثمر محمد حجازي النطاق السعري عادلا مقارنة بعائد السهم ومستقبل الشركة وآفاق النمو القوية في دبي، مشيرا إلى أن هذا النطاق من شأنه أن يحد من عمليات المضاربة في السوق عند إدراج السهم في الثاني من أكتوبر المقبل، والتي كانت ظاهرة شائعة في الأسواق خلال الاكتتابات السابقة قبل عام 2007.
وأوضح أن السهم سيكون جذاباً للمستثمر طويل المدى، وليس المستثمر المضارب قصير المدى، متوقعاً أن تدرس الشركة زيادة نسبة الطرح في حال فاقت التغطية التوقعات لمنح المستثمرين فرصة أفضل عند التخصيص.
قال المحلل المالي السعودي وجيه المضحي إن هناك اهتماما قويا من قبل المستثمرين في المملكة بالاكتتاب في سهم إعمار مولز، متوقعاً أن يشهد الأسبوع المقبل طفرة في طلبات الاكتتاب من المستثمرين السعوديين الذين سيستغلون عطلة موسم الحج وفي إنجاز عملية الاكتتاب، مؤكدا أن ذلك نابع من الثقة الكبيرة التي يتمتع بها سهم إعمار العقارية لدى شريحة واسعة من المستثمرين الخليجيين.
وأوضح المضحي أن النطاق السعري لسهم إعمار مولز مغرٍ لكثير من المستثمرين، متوقعاً أن تتم تغطية الاكتتاب، وذلك باعتباره أضخم اكتتاب تشهده الأسواق منذ فترة طويلة، فضلا عن الآلية الجديدة للاكتتاب التي تختصر فترة إنجاز الاكتتاب والتخصيص ورد الفائض، وصولا إلى الإدراج خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع.
كشف مصدر في بنك الإمارات دبي الوطني أحد البنكين الرئيسين المتلقين لاكتتاب إعمار مولز عن استقبال البنك 201 طلب خلال اليوم الأول للاكتتاب مباشرة عبر فروعه حتى اغلاقه عند الساعة الثانية ، إضافة إلى 148 طلبا من خلال الإنترنت وأجهزة الصراف الآلى بقيمة اجمالية بلغت 34 مليون درهم، منها 11 مليونا للاكتتاب عبر الإنترنت وأجهزة الصراف الآلى و 23 مليون درهم عبر الفروع، مشيرا إلى تزايد عمليات الاكتتاب عبر الإنترنت وأجهزة الصراف الآلي خلال فترة المساء علما أن هذه القنوات تعمل على مدار الساعة.