الإمارات: نتطلع للاستفادة من التجربة الأمريكية في الابتكار
استقبلت بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأمريكية في مكتبها بمقر وزارة التجارة في العاصمة الأمريكية واشنطن المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد والوفد الرفيع المرافق له في إطار الجولة المقررة في عدة مدن أمريكية في الفترة ما بين العشرين من سبتمبر/ايلول الجاري ولغاية السبت المقبل 27 منه .بحسب جريدة الخليج
ويعد هذا اللقاء الأهم في الجولة الأمريكية والثاني من نوعه بين الوزيرين بعد لقاء سابق جمعهما بدولة الإمارات في مارس/آذار الماضي خلال جولة رسمية لوفد أمريكي رفيع المستوى ضم ممثلين حكوميين ومسؤولين عن كبرى الشركات العاملة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا .
تناول الطرفان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين على مختلف الصعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وقدم الوزير خلال اللقاء استعراضاً لآخر التطورات على مستوى الاقتصاد الوطني منوهاً بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً كبيراً على سلم التميز ونجحت في فترة قياسية من عمر الاتحاد في وضع اسمها كمنافس قوي لكبرى الدول وفقاً لما توثقه كل عام مختلف المؤشرات الاقتصادية والتنموية العريقة والصادرة عن جهات مرموقة كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي .
كما استعرض الوزير مقومات بيئة الأعمال في الدولة مؤكداً أن الإمارات تعتبر البلد الأمثل والأنسب للشركات ورجال الأعمال على حد سواء، موضحاً أن وجود التشريعات والقوانين المرنة والمنظمة لقطاع التجارة والأعمال في الدولة تجعل المستثمر الأجنبي في أمان تام ومطلع على كافة حقوقه وواجباته . كما أشار المنصوري إلى أن سياسة الانفتاح الاقتصادي الذي تتبعها الدولة نهجاً وممارسة كتوجه استراتيجي أسهمت بتعزيز مكانتها على الخريطة الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم، كما تعززت تلك المكانة أيضاً نتيجة لتنافسية الاقتصاد الوطني وسياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة الإماراتية . وأكد المنصوري للمسؤولين الأمريكيين أن الإمارات بفضل بيئتها الاستثمارية الفريدة وموقعها الاستراتيجي الهام وباعتبارها بوابة رئيسية لأسواق استهلاكية ضخمة قوامها نحو ملياري نسمة تحولت إلى وجهة مفضلة للمستثمرية وقبلة للاستثمارات الأجنبية .
المزيد من التطور
وقال الوزير في معرض تعليقه على التعاون القائم بين الحكومة الإماراتية ونظيرتها الأمريكية على المستوى الاقتصادي: “إن العلاقات الإماراتية الأمريكية خاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري تشهد إزدهاراً مطرداً وهي مرشحة للمزيد من التطور والنمو في ظل توفر الرغبة والإرادة المشتركة للبلدين الصديقين بتعزيزها ووجود الكثير من الفرص والعديد من المجالات التي تعمق علاقات التعاون ولم تستغل بعد، حيث تمتلك الدولة مقومات اقتصادية عديدة في قطاعات مختلفة كالسياحة والعقارات والخدمات وأسواق المال والطاقة المتجددة، والفضاء، والطيران، والأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والبنية التحتية والخدمات اللوجستية .
واليوم ووفقاً لإمكاناتنا الكبيرة فإننا نرى هامشاً واسعاً للشركات الأمريكية العملاقة لضخ استثمارات كبرى في تلك الحقول” .
رابع شريك
وأضاف المنصوري: “الولايات المتحدة تأتي كرابع أكبر شريك لدولة الإمارات على صعيد التجارة غير النفطية المتبادلة، ونطمح لرفع حجم هذا التبادل التجاري الذي وصل إلى 9 .26 مليار دولار في العام 2013 “قرابة 7 .98 مليار درهم إماراتي”، وأسهمت التجارة المتبادلة بين البلدين في خلق أكثر من 200 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة حيث تعد دولة الإمارات أكبر الدول المستوردة من الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، يضاف إلى ذلك حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة والتي تتجاوز 21 مليار دولار بين أسواق المال الأمريكية والاستثمارات المباشرة في الاقتصاد الأمريكي، فضلاً عن احتضان دولة الإمارات لأكثر من 1000 شركة أمريكية العديد منها يتخذ من الدولة مقراً إقليمياً لعملياتها إلى جانب أكثر من 60 ألف أمريكي يقيمون ويعملون في الإمارات” .
وحول تركيز وفد الدولة الزائر للولايات المتحدة برئاسة الوزير على موضوع الابتكار، قال الوزير: “لقد اطلعت دولة الإمارات على عشرات التجارب الدولية في مجال الابتكار وتعزيز آفاق التنمية المستدامة، ولكن تبقى التجربة الأمريكية الرائدة في هذا المجال وتتميز عن مختلف التجارب التي تابعناها، ونرى أن ما يميز التجربة الأمريكية عن سواها هو الإشراك الواسع لقطاع التعليم كلاعب رئيسي وأساسي في عملية التطوير والابتكار وهو ما بدأناه اليوم في الإمارات من خلال برامج متخصصة وبالتعاون مع الجامعات الاماراتية لتوفير الحضانة للمشاريع الإبداعية وتوفير الدعم لتحقيقها” .