الرئيس التنفيذي لـ “أجيليتي” يتوقع استئناف نمو الإيرادات في 2015 بفضل الأسواق الناشئة
توقع طارق السلطان الرئيس التنفيذي لشركة أجيليتي للمخازن العمومية الكويتية عملاق الخدمات اللوجستية أن تستأنف إيرادات الشركة نموها العام المقبل مع توسع نشاطاتها في الأسواق الناشئة وتطويرها لقطاعات جديدة.
وتعتبر أجيليتي التي يعمل بها أكثر من 20 ألف موظف ولها ما يزيد عن 500 مكتب في أكثر من مئة دولة واحدة من قصص النجاح بين الشركات الكويتية إذ تستفيد من الروابط الآخذة في التوسع سريعا بين دول الخليج وبقية دول العالم لاسيما الأسواق الناشئة في آسيا وافريقيا.
وهبطت الإيرادات التشغيلية للشركة والناتجة بشكل رئيسي من نشاطاتها الرئيسية المتمثلة في الخدمات اللوجستية والشحن والبنية التحتية لهذه الأنشطة 7.3 بالمئة إلى 656 مليون دينار (2.28 مليار دولار) في النصف الأول من العام الحالي من 707.7 مليون دينار قبل عام وذلك نتيجة لتأثر أعمال الشركة بعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية.
وقال السلطان – بحسب رويترز – إن إيرادات الشركة تأثرت بالظروف والتحديات التي مرت بها صناعة الشحن على الصعيد العالمي ومن ثم فإن أجيليتي ركزت على الكيفية التي يمكن من خلالها تعزيز إنتاجيتها ونشاطاتها.
لكن السلطان أضاف أنه من المتوقع أن تستأنف الإيرادات ارتفاعها في 2015 بمساعدة من أنشطة الشركة في الأسواق الناشئة التي تشمل افريقيا والهند.
وأكد السلطان أن الأنشطة الجديدة للشركة والتي تشمل تطوير المجمعات الصناعية والمناولة الأرضية والخدمات اللوجستية المتعلقة بالوقود هي الأخرى تنمو بشكل سريع.
وقال إن إلقاء نظرة منصفة على أنشطة الشركة “تظهر أن هناك تحسنا في جميع المجالات.”
وارتفعت أسهم أجيليتي 26 بالمئة منذ نهاية 2013 حتى إغلاق أمس الإثنين مقارنة مع نسبة هبوط 2.2 بالمئة سجلها المؤشر الرئيسي لبورصة الكويت خلال نفس الفترة.
وقال السلطان الذي تولى قيادة الشركة منذ خصخصتها في 1997 إن تركيز الشركة في العام القادم سينصب على دعم إمدادات صناعة النفط والغاز في دول افريقية مثل نيجيريا وانجولا وغانا.
وخلال السنوات الماضية أنفقت الشركة مئات الملايين من الدولارات للاستحواذ على شركات في أنحاء العالم. ومكنتها سلسلة من عمليات الاستحواذ هذه تمت في 2005 و2006 من التوسع في الولايات المتحدة وأوروبا.
ورفض السلطان الخوض في تفاصيل استراتيجية الشركة أو العقود التي تتفاوض للحصول عليها بسبب القيود التي تفرضها هيئة أسواق المال.
لكنه قال إن الشركة “تركز جهودها في الدول الناشئة.. هذه الدول تتمتع بنسبة نمو أفضل من الاقتصاديات المتطورة.. نعتقد أن هناك فرصا ممتازة للشركة في التوسع في قارة افريقيا.”
واعتبر أن أداء الشركة “جيد” من حيث تحسن الأرباح والإيرادات في ظل “البيئة الصعبة” التي تعمل بها والتي لا تزال تعاني تداعيات الأزمة العالمية.
وقال “نركز على القطاعات الحيوية للشركة ومن ضمنها القطاعات اللوجستية ذات المشاريع الكبرى وأيضا الخدمات اللوجستية ذات العلاقة بالقطاع النفطي.”
وحصلت أجيليتي في سبتمبر أيلول الماضي من خلال شركة ناشيونال لخدمات الطيران التابعة لها على حق الامتياز وبشكل حصري لتقديم خدمات المناولة الأرضية وغيرها من خدمات المطارات لمطار ابيدجان الدولي في ساحل العاج لمدة عشر سنوات وبإيرادات متوقعة نحو 250 مليون دولار أمريكي خلال كامل فترة الامتياز.
ولم يشأ السلطان التعليق كثيرا على ما إذا كانت الشركة تعتزم العودة مرة أخرى للعقود العسكرية بعد أن فازت مؤخرا إحدى شركاتها التابعة بعقد بقيمة 82.5 مليون دولار من وزارة الدفاع البريطانية لإدارة نقل الأغراض المدنية للقوات البريطانية والموظفين التابعين للوزارة.
لكنه قال إن الشركة “امتازت ببناء شبكة عالمية للخدمات اللوجستية.. والشبكة هذه متمركزة في الدول الناشئة أو دول صعبة لكنها مرغوبة بشكل أو بآخر” وهو ما يجعل أجيليتي محط أنظار الشركات والحكومات على حد سواء للاستفادة من شبكة خدماتها.
وأضاف أن الشركة “لا تغلق الباب أمام أي عميل .. سواء كان من القطاع الخاص أو من الجهات الحكومية.. لكن تركيزنا بالوقت الحالي (منصب) على القطاع الخاص.”
وأكد أن اجيليتي مستعدة للاستثمار بكثافة في أنشطتها المتعلقة بتوفير البنية التحتية لعمليات التخزين الصناعية وأنها تعتزم إطلاق خمسة مشاريع مناطق صناعية في افريقيا العام المقبل.
وأضاف أن الشركة ستتحرك في هذه المشاريع حسب الحاجة حيث ستحصل على العقارات أولا ومن ثم تقوم بتطويرها وتقديم تسهيلات كاستجابة للنمو في الطلب عليها.
وقال إن الشركة تعتقد أنها قد تنفق “مئات الملايين من الدولارات” على مثل هذه المشروعات في افريقيا خلال السنوات المقبلة.
وتمثل النتائج التي ستسفر عنها محادثات التسوية التي تجريها الشركة مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية – بشأن ادعاءات بأنها قامت بتضخيم الأسعار للإمدادات الغذائية التي كانت تقدمها للجنود الأمريكيين في عقد ضخم مدته ثلاث سنوات وهو ما تنفيه الشركة – أحد أهم عوامل عدم اليقين لدى أجيليتي.
وكانت الشركة قد نحيت عن المنافسة على عطاءات عقود المورد الرئيسي التي يطرحها الجيش الأمريكي. علما بأن عقودها مع الجيش الأمريكي بلغت نحو 8.5 مليارات دولار.
وتقول الشركة إن موقفها القانوني قوي جدا في هذه القضية وإنها تبذل أقصى جهودها لحل هذه المسألة وديا.
وارتفع صافي ربح الشركة 11.4 بالمئة في النصف الأول من العام إلى 24.102 مليون دينار من 21.637 مليون في النصف الأول من 2013.