نفط وعملات

توقعات بهبوط أسعار النفط دون 89 دولاراً خلال أسبوعين

3263987

 

قال الخبير النفطي المتخصص في تكرير وتسويق النفط عبدالحميد العوضي جاءت تصريحات بعض الوزراء الخليجين في اجتماع وزراء البترول لدول «الخليجي» على غير المتوقع وصادمة ولا تعكس ما يجري في السوق النفطية من خسائر مالية كبيرة نتيجة هبوط الاسعار المستمر فيما لم يناقش في الاجتماع موضوع هام جدا فرض نفسه بقوة وهو تدهور اسعار النفط الخام في السوق العالمية التي هوت بشكل تدريجي مستمر منذ 21 يونيو، حينها كان سعر نفط خام برنت بحدود 115 دولارا للبرميل وواصل نزوله الى حوالي 97 دولارا عشية اجتماع وزراء النفط الخليجيين.بحسب جريدة الوطن

خسائر خليجية

وأشار الى ان المجتمعين لم يستشعروا الحاجة لعقد اجتماع طارئ او استثنائي كما جرت العادة عند حدوث مثل هذه الاحوال، ان هبوط الاسعار بحدود 18 دولارا خلال شهرين ونصف ليس امرا ظرفيا او معتادا او مقبولا وبحسبة ارقام تقديرية نجد ان ثلاث دول خليجية بمجملها فقدت ايرادات مالية كبيرة منذ 21 يونيو وحتى الآن قدرها 7 مليارات دولار!! على الرغم من خفض السعودية لانتاجها حوالي 14 الف برميل يوميا خلال شهر أغسطس الماضي هذا الخفض الذي يعد الاكبر منذ ديسمبر 2012، الا ان هذه البادرة السعودية لم تسعف وقف نزيف الاسعار، وما يزيد الامر غرابة هو استبعاد وزراء النفط عقد اجتماع استثنائي لمناقشة تدهور الاسعار وترك الامر شهرين قادمين لحين الاجتماع الدوري المزمع عقده في نوفمبر 2014 املا بقدوم الشتاء وتحسن الأوضاع؟!!

وقال: من الطبيعي ان تعلو اسعار النفط وتهوي فهي سلعة عالمية والمحرك الاول للطاقة والتنمية الدولية سواء للدول الكبرى او الدول الاخرى تتأثر هذه السلعة بعوامل سياسية واقتصادية ولذلك ينحسر دور وزراء النفط في مهمة رئيسية وهي قد تكون شغلهم الاول وهي تعظيم الايرادات المالية من بيع النفط، ان مهمة وقف الهبوط المستمر لأسعار النفط تأتي بالدرجة الاولى لحماية تلك المصالح الحيوية وبالمقابل تأتي بالدرجة الثانية حماية مصالح الاخرين من ارتفاع اسعار النفط لمستويات مضرة باقتصاديات دول العالم ومن هنا يأتي دور منظمة اوبك في خلق توازن نسبي لمستويات اسعار نفطها وقدرتها في التحكم في الانتاج والتنسيق مع دول منتجة للنفط من خارج منظمة اوبك دون الدخول في معضلة تحديد السعر العادل للنفط.

تهرب الوزراء

واضاف: من المؤسف ان يتهرب وزراء النفط الخليجيون من مواجهة تحدي تراجع الاسعار وترك الامور مفتوحة هكذا.. ان مسعى وزراء النفط لاشعار الناس بأن نزول الأسعار غير مقلق وعملية ديناميكية هو أمر سيئ! وانتظار قدوم الشتاء دون فعل اي شيء حيال ذلك هو امر اسوء!!.

وتابع: يمكن استخلاص نتيجة واحدة تؤشر الى ان الاسعار مرشحة للنزول الى ما دون 89 دولارا للبرميل خلال اسبوعين في حال عدم اتخاذ اي قرار جاد لمراجعة حصص الانتاج وتكثيف الجهود مع الدول الاخرى المنتجة للنفط من خارج اوبك فلن تتحسن الاسعار كثيرا طالما بقيت الاسباب قائمة والتي يعرفها وزراء النفط.. ان بيع النفط بهذه الاسعار هو بمثابة استنزاف للثروة النفطية وشتاء 2014 لن يكون افضل من شتاء 2008!!.

التعاون الخليجي

وقال ان التعاون البترولي الخليجي هو شبه معدوم منذ منتصف الثمانينيات حيث شكلت عدة لجان للتعاون بين الشركات البترولية الوطنية ولكن للأسف ظلت التوصيات والمقترحات التي كان يرجى منها توثيق التعاون بما يعود لصالح دول مجلس التعاون الخليجي ظلت حبرا على ورق وتوقفت الاجتماعات بين الشركات النفطية لأسباب من بينها غياب الشفافية وغياب المعلومات وخوف البعض من المنافسة فيما بينها على الاسواق النفطية ولعل ابلغ دليل على غياب التعاون الخليجي هو اغفال حاجة الكويت وقطر لمنفذ بحري يطل على البحر الاحمر في حال اقدام ايران على غلق مضيق هرمز ودليل اخر على غياب التعاون وتلمس احتياجات كل طرف نجد ان الكويت تعاني نقص شديدا للغاز الطبيعي ورغم قرب قطر الغنية بالغاز الطبيعي.. تجد الكويت صعوبة بالغة لاستيراد هذا الغاز منذ عام 2000 عبر انابيب ارضية او بحرية تربط بين راس لفان والزور لا يزيد طولها عن 590 كيلومترا لتوفير مئات الملايين من الدولارات!!.

غياب التعاون الخليجي يدفع الكويت نحو العراق – تركيا

أشار العوضي الى ان استمرار غياب التعاون النفطي الخليجي سيزيد دون شك من حدة الصعاب والتحديات والذي سينعكس سلبا في مرحلة لاحقة ولا نرى ما يمنع قيام الكويت بفتح مجال التعاون مع العراق ومد شبكة انابيب للنفط لربطها مع خط العراق – تركيا ليصل النفط الكويتي لمياه البحر الابيض المتوسط وبمعدل 500 الف برميل يوميا لسد احتياجات زبائنها في اوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى