خبراء: 169 مليار درهم العقود الإنشائية المُسندة في الإمارات
تدفق مئات الزائرين على معرض سيتي سكيب في دبي أكبر المعارض العقارية في المنطقة، حيث يشارك في المعرض هذا العام نحو 280 عارضاً لتقديم أحدث مشاريعهم في مجال التطوير العقاري.وأكد الخبراء والعقاريون المشاركون في معرض سيتي سكيب العالمي 2014 أن الاستثمار في القطاع العقاري والانشاءات في دولة الامارات بلغ حجم العقود المُسندة فيه 169 مليار درهم، مشيرين الى أن هذا الرقم له أبعاده التي تؤكد أن العقارات في منطقتنا تدشن مرحلة جديدة وتحتاج إلى جهود الكبار للارتقاء بها.بحسب جريدة البيان
وأظهرت بيانات غير رسمية صدرت اول من أمس مؤشرات على تباطؤ السوق العقارية في دبي بعد ارتفاع الأسعار على مدى عامين الأمر الذي أثار تحذيرات من صندوق النقد الدولي.وزادت الأسعار نحو 30 % على أساس سنوي في 2013 وأوائل 2014 في واحد من أعلى معدلات الزيادة في العالم وأثار ذلك قلق جهات من بينها مصرف الإمارات المركزي من تكرار الانهيار الذي عانت منه السوق المحلية في عامي 2008 و2009 عندما انحدرت الأسعار أكثر من 50 بالمئة.
ولكن بدر القرقاوي المدير التنفيذي للتطوير والتخطيط في تيكوم للاستثمار توقع أن يكون سيتي سكيب بداية لعودة القطاع العقاري في دبي إلى الانطلاق.وقال «المعرض راح يشهد إطلاق العديد من المشاريع في إمارة دبي من كافة المطورين. وإن شاء الله فاتحة خير وبداية جيدة لعودة قطاع العقار في مدينة دبي». والبيانات التي نشرت يوم الأحد هي الأولى التي تنبيء بتباطؤ محتمل للسوق العقارية في دبي بعد صعود قوي منذ عام 2012 وستنظر إليها السلطات في الإمارة كدليل على نجاح إجراءات منع المضاربات التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع.
كانت دائرة الأراضي في دبي ضاعفت العام الماضي رسوم تسجيل الصفقات العقارية إلى أربعة بالمئة في حين فرض البنك المركزي قيودا جديدة على الرهون العقارية. ورغم ذلك ظل التفاؤل سمة غالبة على العارضين في سيتي سكيب.
وقال سالم موسى رئيس فالكون سيتي للتطوير العقاري «بالنسبة للسوق العقاري في دولة الإمارات هو من أضخم الأسواق العالمية حاليا وتتوفر لديه جميع المقومات للاستثمارات الفردية والاستثمارات الجماعية وللشركات العامة».
وكانت نخيل للتطوير العقاري من أكثر الشركات تضررا من انهيار السوق العقاري في دبي وأزمة الدين في العديد من الشركات المملوكة للدولة في نهاية العقد الماضي واضطرت الشركة إلى إعادة هيكلة ديون بمليارات الدولارات. ومع تعافي السوق العقاري تحسنت حظوظ نخيل وأعلنت الشهر الماضي الانتهاء من دين سابق على الأزمة قيمته 7.9 مليارات درهم (2.15 مليار دولار) قبل موعد استحقاقه بأربعة أعوام.
ومع تغيير الشركة لاستراتيجيتها للتوسع في مجالات أخرى غير العقارات تتجه تدريجيا نحو قطاعي التجزئة والضيافة سعيا لتحسين الإيرادات المتكررة.
وقال محمد راشد المدير العام لشركة نخيل «معرض سيتي سكيب يعتبر فرصة قيمة لنا في شركة نخيل لعرض سلسلة من مشاريعنا الحديثة وكذلك الالتقاء بالكثير من زبائننا الحاليين وزبائننا المستقبليين وترويج عدد من المشاريع الجديدة».
ودشنت الشركة في معرض سيتي سكيب العقاري مجمعا يضم ثلاثة أبراج و1300 وحدة سكنية وناديا على الشاطئ ووحدات تجزئة ومطاعم ومنشآت صحية ولياقة بدنية. ويتكلف المشروع أكثر من ثلاثة مليارات درهم.
المنصة العقارية الأبرز
ونوّه المستشار العقاري، إسماعيل الحمادي، بأن معرض سيتي سكيب العالمي بدورته الحالية يشكل نقطة تحول جديدة في عقارات منطقة الشرق الأوسط ككل وليس الإمارات فحسب، إذ بات يعتبر المنصة العقارية الأهم في المنطقة ومنبراً للإعلان عن كل ما هو جديد ولافت في مجال الاستثمار العقاري، مؤكداً الحمادي أن إعلان شركة كريستال لاغون العالمية صاحبة براءة اختراع تقنيات تطوير البحيرات البلورية العملاقة عن افتتاح مكتبٍ إقليمي لها في دبي، ما هو إلا تأكيد لجزئية أن المعرض هو فعلاً نافذة حقيقية للمستثمرين والمطورين للاطلاع على المستجدات العقارية.
كما لفت الحمادي إلى أن مشاركة مجموعة استثمارية عالمية بحجم دبي القابضة للمرة الأولى بجناح مشترك مع شركاتها في سيتي سكيب له ما يبرره وله دلالاته أيضاً، وقال الحمادي: «أعتقد أن الجميع متلهف لمعرفة آخر المستجدات في مشاريع دبي القابضة كمول العالم، والذي يعد عند الانتهاء منه أيقونة سياحية عالمية متكاملة، وفي هذا المقام أستذكر بعض تعليقات الصحف الألمانية التي أفردت صفحاتها الأولى للحديث عن هذا المشروع، والتي أكدت فيها أن دبي بتدشينها هذا المشروع باتت تجسد مفهوم «مول العالم»، فهذا المسمى ينطبق على إمارة دبي بكاملها».
مليارا درهم
واستطرد الحمادي قائلاً: «لقد شكلت الأرقام التي حققها الاستثمار في القطاع العقاري بدبي قفزة نوعية تخطت توقعات أكثر المتفائلين، إذ نمت قيمة الاستثمار العقاري في دبي بنسبة 57% خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث ضخ ما يقرب من 14 ألف مستثمر 35 مليار درهم في السوق العقاري بدبي في غضون هذه الفترة البسيطة». وقال الحمادي ان اللافت في هذه الاستثمارات أنها جاءت من مستثمرين عالميين ينتمون إلى 133 جنسية، وفقاً لما أعلنته دائرة الأراضي والأملاك، الأمر الذي يعكس الثقة الكبيرة في دبي واختيارها ملاذاً آمناً للأنشطة الاستثمارية من قبل مختلف شرائح المستثمرين العالميين. وأشار الحمادي إلى إنجاز جديد يُسجل للقطاع العقاري في إمارة دبي وهو وصول حجم التصرفات العقارية في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي وتحديداً يوم 15 سبتمبر، إلى ملياري درهم ما يعكس حالة النمو التي يشهدها.
وشدد الحمادي أن هذه الأرقام ليست استثناءً، فأرقام دائرة الأراضي والأملاك بدبي تشير إلى أن إجمالي قيمة التصرفات العقارية بدبي خلال النصف الأول من العام الجاري تخطت حاجز الـ 113 مليار درهم، غطت العديد من الأنشطة العقارية كالبيع والرهن وغيرها.
طفرة ولكن
لفت الحمادي إلى أن البعض يتجنب استخدام كلمة «طفرة» في توصيف حالة الحراك العقاري القوية التي تشهدها دبي، معللاً ذلك بارتباطها بمرحلة التراجع التي ترافقت مع الأزمة المالية العالمية، مشدداً أنه لا يوجد توصيف أدق من كلمة «طفرة»، مستشهداً بالأرقام المذهلة التي يحققها القطاع العقاري ولا يزال في الإمارة.
غرف فندقية
واختتم الحمادي: «على الرغم من تدفق الاستثمارات العقارية إلى الدولة من مختلف أنحاء العالم إلا أن الحاجة لا تزال ملحة إلى ضخ المزيد من هذه الاستثمارات لتلبية الطلب المتزايد على مختلف قطاعات الاستثمار العقاري بما فيها السياحية، حيث تشير الدراسات التي أجرتها دائرة الأراضي والأملاك بدبي إلى حاجة الإمارة لأكثر من 160 غرفة فندقية خلال السنوات السبع المقبلة، وذلك لمواكبة استحقاقات انعقاد معرض إكسبو 2020 الذي تستضيفه الإمارة، ناهيك عن الاحتياجات العقارية الأخرى الملحة من مرافق صحية وتعليمية وترفيهية وغيرها، الأمر الذي يعكس زخم البيئة الاستثمارية الخصبة في القطاع العقاري في الإمارة.
وول ستريت: المعرض دليل على صحة عقارات دبي
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن معرض سيتي سكيب في دبي هذا العام يشير إلى صحة القطاع العقاري في دبي، كما يعرض كثيراً من المضمون وليس الاستعراض. وأضافت الصحيفة أن اليوم الأول للمعرض شهد إطلاق مشاريع أكثر من نظيره العام الماضي، وليس هناك تراكمات حيث يتكالب المستثمرون على الوحدات العقارية المعروضة من شركات التطوير الرئيسة.
وقالت الصحيفة إن هناك المزيد من الوحدات المعروضة للبيع حيث إن المعرض بدأ يوم الأحد فقط، وهناك مئات من المستثمرين يتوقون إلى استثمار أموالهم في الفيلات والشقق عبر السوق العقارية في دبي التي تشهد انتعاشاً كبيراً، إذا لم تكن صانعة الأنباء في وسائل الإعلام.