خبراء: السيولة في البورصات الإماراتية دخلت مرحلة الانحسار الفعلي
قال المحلل المالي وضاح الطه إن السيولة في الأسواق دخلت مرحلة الانحسار الفعلي مع إقدام مستثمرين أفراد على القيام بعمليات تسييل للمشاركة في اكتتاب إعمار مولز الذي دخل مرحلة مهمة مع بدء العدد التنازلي لإغلاق سجل الطلبات في 24 سبتمبر بالنسبة للأفراد، لافتاً إلى أن إعلان الشركة أمس عن تغطية شريحة المؤسسات التي تشكل 70% من الطرح في وقت مبكر، أنهى حالة التردد لدى بعض المستثمرين الأفراد وشجعتم على التسييل السريع للحاق بالاكتتاب.بحسب جريدة الاتحاد
وأضح أن الأسواق دخلت حالة من الترقب الهادئ بعد انحسار الشائعات والمضاربات على سهم أرابتك القابضة الذي تصدر مشهد الأسواق منذ بداية الأسبوع الجاري على خلفية شائعات بتوصل آبار للاستثمار لاتفاق شراء 50% من أسهم الرئيس التنفيذي السابق لأرابتك حسن إسمك على سعر يتراوح بين 5 إلى 5,5 درهم للسهم، وهي الإشعاعات التي لم تنف أو تؤكد حتى الآن من قبل أي من الطرفين.
وأشار الطه إلى أن عدم وضوح الرؤية بشأن هذه الصفقة وضعت المستثمرين في حيرة كبيرة وحالة من الترقب، مما قاد إلى هبوط حاد في حركة التداول على السهم أمس لتصل إلى نحو 39,6 مليون سهم مقارنة بمتوسط يصل إلى 120 مليون سهم في الأشهر الثلاث الماضية، بنسبة انخفاض في المعدل بلغت 67% تقريبا، مما يعكس حالة القلق في أوساط المستثمرين الذين بدأوا في تجاهل السهم لحين وضوح الرؤية، ليدخل سوق دبي برمته في حالة الهدوء النسبي والترقب الإيجابي للمحفزات المتوقعة في الجلسات المقبلة.
وأشار إلى أنه في المقابل حقق سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس ارتداداً طبيعياً بقيادة قطاع البنوك وحيادية قطاع الاتصالات، وذلك بعد ما شهدته الجلسات الماضية من انخفاضات طفيفة، لافتاً إلى أن الأسواق بشكل عام يتوقع أن تبقى لفترة محدودة في مسارها الأفقي ونطاق التذبذب الضيق، بعد أن فشلت مؤشرات السوقين في دبي وأبوظبي في الوصول إلى قمم سابقة، وارتدادها عن المستويات المرتفعة التي بدأت عليها تعاملات سبتمبر، لكنه أشار إلى أن المستويات الحالية على الرغم من ذلك لا تعكس في حقيقة الأمر نوعاً من القلق كونها غير متضخمة، لكن الأمر يتعلق فقدان الأسواق قوة الدفع الرئيسية لدعم الصعود، وهي القوة المتوقع أن تعود للأسواق مع إدراج أسهم ماركة وأعمار مولز.
من جهته، اتفق المحلل المالي ومدير محافظ مالية، وجيه المضحي، مع ما ذهب إليه الطه في دخول الأسواق مرحلة ترقب وانحسار ملحوظ في السيولة، وهي مرحلة طبيعية عادة ما تسبق أي عمليات طرح أولى تجري في الأسواق والتي يتجه المستثمرون خلالها لتسييل كميات ضخمة من السيولة إما بهدف المشاركة في الاكتتاب أو الشراء المباشر لأسهم الشركات الجديدة فور الإدراج في حال تضاءلت نسب التخصيص.
وأشار المضحي إلى أن مؤشر سوق دبي المالي يتحرك منذ بداية الشهر في نطاق منطقة تذبذب عالية تتراوح بين نطاق مستوى 4940 نقطة ومستوى 5196 نقطة، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من اختراق هذه القمة عند الصعود لكنها لم تتراجع دون المستوى الأدنى، مما يعكس حالة من الترقب الإيجابي رغم قلة السيولة في الأسواق، وذلك مع تلاشي التحركات المضاربية خاصة على سهم أرابتك القابضة خلال جلسة الأمس.
وتوقع المضحي أن يستحوذ سهمي إعمار مولز وماركة على ما يتراوح بين 60 إلى 80% من حركة التداول في سوق دبي المالي عند الإدراج وأن تشهد الأسواق حركة قوية في الفترة المقبلة مع تداول الأسهم الجديدة.
وقال الخبير المالي حسام الحسيني: كان واضحاً انخفاض حجم السيولة في السوق وهو الأمر الذي كان ملاحظاً منذ شهر يوليو الماضي لكن عودة المضاربات في الفترة الأخيرة على سهم أرابتك رفع من قيمتها ومع تراجع شهية التداول عليه كان من الطبيعي أن نرى مرة أخرى هبوط حجم السيولة في السوق.
وأكد الحسيني أنه وبرغم الهدوء الذي سيطر على التعاملات إلا أن السوق ما زال يمتلك مؤشرات قوية ولا توجد فيه مخاطرة كما يحاول البعض ترويجه بل على العكس فإن الفترة المقبلة ستشهد تحسناً ملحوظاً.