خسائر قطاع النفط السوري تتجاوز 21 مليار دولار
بلغت قيمة الأضرار التي أصابت قطاع النفط والغاز في سوريا جراء الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، نحو 21,4 مليار دولار، بحسب ما أعلن وزير النفط سليمان العباس اليوم الثلاثاء.
وقال العباس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه “إن الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد أدت إلى أضرار كبيرة على قطاع النفط والثروة المعدنية… حيث بلغت قيمة خسائر قطاع النفط المباشرة منذ بدء الأزمة 570 مليار ليرة سورية (3,5 مليار دولار) بالإضافة إلى 2,954 تريليون ليرة سورية (17,9 مليار دولار) خسائر غير مباشرة”.
وأوضح أن “الخسائر المباشرة” تتعلق بقيمة كميات النفط والغاز “المهدور والمسروق” والبنى تحتية والمنشآت وخطوط النقل والآليات التي تعرضت للنهب والتخريب، جراء أعمال العنف.
أما الخسائر غير المباشرة فتشمل “تأجيل إنتاج (النفط) وفوات نفعه”.
وانخفض إجمالي إنتاج النفط في سوريا خلال النصف الأول من هذا العام إلى 17 ألف برميل يوميا، علما أن مستوى الإنتاج كان 385 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام منتصف مارس 2011، والتي تحولت إلى نزاع دام أودى بأكثر من 170 ألف شخص.
وفقدت السلطات السورية السيطرة على العديد من حقول النفط والغاز، لاسيما في محافظة دير الزور (شرقاً) الحدودية مع العراق، والتي باتت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يسيطر كذلك على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
كما سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” الأسبوع الماضي على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص (وسط)، في عملية قال إنه قتل خلال أكثر من 300 عنصر من النظام، الذي يحاول استعادة السيطرة على الحقل.
وأشار بيان الوزير إلى أن إنتاج الغاز تراجع إلى نحو النصف منذ اندلاع النزاع، ليبلغ 16,36 مليون متر مكعب يوميا في النصف الأول من العام الجاري، في مقابل 30 مليونا قبل مارس 2011.
وأعلن العباس أنه “من المتوقع الانتهاء من تنفيذ مشروع غاز شمال المنطقة الوسطى والبدء بإنتاج الغاز فيه منتصف شهر أغسطس كمرحلة أولى بمعدل 1,2 مليون متر مكعب يوميا”، على أن يبلغ مستوى الإنتاج مع نهاية العام نحو 3,2 مليون متر مكعب.
وأوضح مصدر في الوزارة لوكالة فرانس برس أن المشروع يقع في “منطقة آمنة (تحت سيطرة القوات النظامية)” قرب مدينة الطبقة في محافظة الرقة (شمالا)، والتي يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على غالبية أجزائها.
وكان إنتاج النفط يشكل أبرز مصدر للعملات الأجنبية والموارد للحكومة السورية قبل اندلاع النزاع، إلا أن الأزمة دفعتها إلى استيراد حاجتها من النفط في شكل شبه كامل، لاسيما من حليفته إيران.