محللون: أسواق الإمارات تتيح فرصا استثمارية جيدة بالمستويات الحالية
قال محللون ماليون إن أسواق الأسهم الإماراتية تتيح فرصاً استثمارية جيدة لمحافظ وصناديق الاستثمار، لإعادة بناء مراكزهم المالية بمستويات الأسعار الحالية التي تعتبر مناسبة، في ظل تراجع مستويات السيولة في الفترة الحالية.
وأكد هؤلاء ـ بحسب “التحاد” ـ أن الإجازة الصيفية التي تبعد شريحة كبيرة من المستثمرين والمضاربين عن الأسواق، تلقي بظلالها على حركة التداولات التي تتسم بحركة أفقية في نطاق سعري ضيق للمؤشرات الفنية التي تفتقر إلى السيولة الكبيرة الداعمة لاختراق نقاط مقاومة جديدة.
وتكبدت الأسهم خسائر بقيمة 20,5 مليار درهم خلال تداولات الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وإن نجحت في آخر جلسة من الأسبوع يوم الخميس الماضي في احتواء عمليات جني الأرباح، وذلك بارتفاعات قادتها الأسهم القيادية في قطاع العقارات.
وقال المحلل المالي وضاح الطه، إن الأسواق تفاعلت بإيجابية مع نتائج الشركات القيادية والتي جاءت في غالبيتها أعلى من التوقعات، ولهذا السبب فإن الارتفاعات التي سجلتها أسهم عدة لها ما يبررها، كما في حالات أسهم إعمار، ودبي للاستثمار، والاتحاد العقارية، ودبي الإسلامي، حيث أعلنت هذه الشركات عن نمو جيد في أرباحها للربع الثاني من العام.
وأضاف: «هناك تفاؤل بأن نتائج الشركات، ولوحظ ذلك بوضوح قبل اعلان نتائج شركة إعمار في جلسة الاثنين الماضي، حيث قاد السهم موجة ارتفاع في سوق دبي المالي، وجاءت النتائج عقب الجلسة، لتبرر ارتفاعات السهم»، موضحاً أن التقاؤل يأتي من المشاريع التي باعتها شركة إعمار منذ بداية العام، فضلاً على أداء قوي لقطاع الضيافة، ومراكز التسوق التابعة للشركة.
وبين أن أداء الأسهم القيادية خصوصاً تلك التي أعلنت شركاتها عن نتائج فصلية جيدة، يدعم تماسك الأسواق، لكن التحدى الذي يواجهها في المرحلة الحالية، يتمثل في تراجع معدلات السيولة خلال الربع الثالث، قياساً بمستوياتها خلال الربعين الأول والثاني من العام الحالي، حيث تراجع متوسط معدل التداول اليومي في كلا السوقين بشكل ملفت.
وأوضح الطه، أن متوسط التداول اليومي في سوق دبي المالي على سبيل المثال يتراجع حاليا بنحو 20% مقارنة بمتوسط التداول في شهر مارس الماضي، إذ يقدر بنحو 1,1 مليار درهم، وفي جلسات عدة بأقل من ذلك، مقارنة مع متوسط بنحو 1,5 مليار درهم.
واضاف أن الارتفاعات التي تشهدها الأسواق يفترض أن تسندها سيولة عالية، ولهذا السبب فإن عمليات جني أرباح التي تواجه الأسواق لا تجد مساندة من قبل السيولة بسبب انخفاضها، مما يجعل السيولة في فترة الصيف الحالية، ذات أهمية بالغة للمؤشرات الفنية في اختراق نقاط مقاومة مهمة.
وقال، إن التذبذب الواضح في المؤشرات يظل سمة التداول في أسواق الإمارات، مما يجعل المضاربات غالبة على كثير من الأسهم، وإن لوحظ منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان تغيراً في نمط التداول، حيث تنحسر التعاملات تدريجياً عن سهم أرابتك الذي ظل يهمين على تداولات سوق دبي المالي لشهور طويلة، وتراجعت حصة السهم من التداولات من أكثر من النصف وأحيانا 60% إلى نسبة 17% حالياً.
وعزا السبب في ذلك، إلى الخسائر التي مني بها كثير من المستثمرين جراء تقلبات السهم، فضلاً على تراجع وزن السهم في المؤشر العام للسوق خلال المراجعة نصف السنوية والتي خفضت وزن السهم في المؤشر من 9,8% إلى 8,94%، في حين ارتفعت أوزان أسهم أخرى في المؤشر، منها سهم دبي الاسلامي الذي حل في المرتبة الثانية بعد سهم إعمار بوزن 16,9%.
وأضاف الطه، أن السيولة لا تعطي قيادة لسهم على حساب أسهم قيادية أخرى، ولذلك لوحظ بالفعل حدوث فك ارتباط بين حركة سهم أرابتك وحركة السوق ككل، حيث لم يعد السوق يتراجع بقوة مع انخفاض سهم أرابتك، كما كان يحدث في السابق، الأمر الذي يعد ايجابياً في ألا تتوقف حركة السوق المالي على حركة سهم واحد، وأن تتوزع السيولة وتنتشر على مجموعة من الأسهم.
وأفاد بأنه وخلال فترة الصيف الحالية، توجد سيولة لدى محافظ وصناديق الاستثمار لم تدخل الأسواق بعد، كما أنه لا تزال السيولة الأجنبية تترقب الأوضاع، وسيولة أخرى تفضل الانتظار إلى حين اكتتاب وحدة التجزئة التابعة لشركة إعمار العقارية والمقرر الشهر المقبل، حيث ربما يتزامن مع الاكتتاب عمليات تسييل هادئة للمشاركة في الاكتتاب، ستؤثر على الأسواق المالية.
وأكد أن النظرة تجاه أسواق الإمارات لا تزال ايجابية وستستمر حتى نهاية العام الحالي، حيث يرتفع السوق بأكثر من 43% منذ بداية العام، كما ساهمت موجة التصحيح الأخيرة في تخفيض مكررات ربحية السوق، على الرغم من أنها لا تزال أعلى من بقية الأسواق الناشئة في مؤشر مورجان ستانلي، وتتراوح بين 10-12 مرة.
كما أكد أن هناك أسهما ممتازة تستحق الاستهداف بالشراء، استناداً إلى النتائج نصف السنوية والتوقعات المستقبلية لأداء شركاتها للعام ككل، حيث يتوقع أن يكون الأداء أفضل كثيراً مما يشجع على الشراء، مضيفاً: «هناك فرص للدخول في المرحلة الحالية، لكن ينبغي أن يكون دخولاً انتقائياً مع الاحتفاظ بنسبة 10% على الأقل من السيولة لاستغلالها في فرص قد تظهر في الفترة المقبلة».
واتفق محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، مع الطه في أن نتائج الشركات والقطاع المصرفي بالتحديد، هى التي تدعم النشاط الحالي للأسواق، على الرغم من الهدوء الملحوظ بسبب موسم الصيف، وغياب شريحة كبيرة من كبار المستثمرين الذي يقضون الإجازة الصيفية في الخارج.
وأضاف «المستثمرون بحاجة إلى التأكد من استقرار الأسواق من التقلبات الحادة التي اتسمت بها الفترة الماضية سواء في صعودها أو هبوطها، كما أنهم بحاجة أيضاً إلى توقف المضاربات، مما يشجعهم على العودة للشراء الانتقائي التدريجي».
وأيد الرأي الذي يرصد تراجع حصة أرابتك في تداولات سوق دبي المالي، قائلاً: إن نصيب السهم من التداول انخفض إلى أقل من ثلث التداولات من أكثر من النصف، مما يعكس خروج شريحة من المستثمرين من حيازة السهم لمصلحة أسهم قيادية أخرى، وإن ظل السهم على قيادته في السوق.
وأضاف أن حركة الأسواق طيلة الشهر الحالي، ستتسم بالأفقية والتحرك في نطاق سعري ضيق على الأسهم القيادية التي ستوفر الدعم القوي للسوق للحفاظ على مستوياته الحالية، موضحاً أن تراجع أحجام التداولات بشكل ملحوظ، لن يكون داعماً للأسواق في حال حدوث صعود قوي، كما لن تكون هناك قوة في التداولات لدفع السوق للهبوط القوي.
وبين أن كبار المستثمرين الذين يدعمون الأسواق في صعودها وهبوطها يقفون حالياً خارج الأسواق، مما يجعل الأسواق ضعيفة أمام أية تحركات فجائية سلبية، مما يرجح الأفقية في تحركات المؤشرات الفنية على الأقل خلال الشهر الحالي، وإلى حين انتهاء موسم الصيف، وعودة المستثمرين النشيطين.
وأكد أن التقييمات الحالية لأسواق الإمارات تعتبر مناسبة للغاية، في ظل نمو أرباح الشركات للنصف الأول من العام، الأمر الذي يشجع المستثمرين على حيازة المزيد من الأسهم بالشراء، في ظل مكررات ربحية جيدة، ومخاطر أقل على غالبية الأسهم المدرجة.
وقال ياسين إن كافة العوامل الاقتصادية داعمة للاستثمار في الأسهم، منها استمرار النمو الاقتصادي الجيد في الاقتصاد الوطني، واستمرار تدني الفائدة المصرفية على الودائع، فضلاً على المشاريع الضخمة التي تطرحها الحكومات المحلية، وفي مقدمتها مشاريع إكسبو 2020 في دبي والتي ستستفيد منها الشركات، مما يجعل الأسهم الخيار الأفضل للمستثمرين.
وتوقع نشاطا كبيرا في الأسواق يعزز من نموها، بعد انتهاء موسم الصيف وعودة المستثمرين، مشيراً إلى أن اكتتاب وحدة مراكز التسوق والضيافة لشركة إعمار، سيكون أول اختبار يواجه الأسواق بعد انتهاء موسم الصيف، لقياس قدرتها على احتواء أية عمليات تسييل للمشاركة في الاكتتاب.
وأكد أن الأسواق على المدى المتوسط والطويل حتى نهاية العام الحالي، توفر فرصاً جيدة للشراء خصوصاً للمستثمرين الراغبين في الاستثمار لفترات طويلة، وليس للمضاربين، حيث تعتبر الأسعار الحالية مناسبة كثيراً للشراء، قياساً إلى توقعات الأداء لفترات طويلة مستقبلاً.
الأمر ذاته أكده المحلل المالي حسام الحسيني، مضيفاً أن الأسواق لا تزال تتمسك باتجاهها الصعودي، ومن الطبيعي أن تشهد عمليات جني أرباح تعتبر طبيعية، بعد ارتفاعات جيدة طيلة شهر يوليو، نجح معها سوق دبي المالي في استعادة كامل خسائره خلال شهر يونيو والتي تجاوزت 20%.
وأوضح الحسيني أن محافظ استثمارية مؤسساتية تحافظ على مستويات جيدة من حيازة الأسهم، بل إنها تعزز ملكيتها من خلال عمليات شراء انتقائية في الفترة الحالية، ويدعم هذا الاتجاه أن الأساسيات المحفزة للأسواق الإماراتية لم تتغير، فضلاً على محفز نتائج الشركات التي جاءت في كثير منها أفضل من التوقعات.
وقال إن الأسواق بعد عودتها من إجازة عيد الفطر كانت بحاجة إلى فترة زمنية من جني الأرباح من حيث المدة والمستويات السعرية، لتأسيس موجة جديدة من الصعود، مضيفاً أن سوق دبي المالي عندما كسر مستوى 4750 نقطة أساس لموجة جديدة، لكنه تعرض لموجة جني أرباح طبيعية.
وبين أنه من الناحية الفنية الصحية، من الأفضل للسوق ولرسم صورة صعودية جيدة أن يعود من جديد إلى مستويات 4400-4250 نقطة، وتعتبر الصورة الفنية المثلى، خصوصاً للمراهنين على المسار الصاعد الطويل الذي يرون مستوى 6000 نقطة في سوق دبي المالي.
ومن جانبه قال أسامة العشري عضو جمعية المحللين الفنيين – بريطانيا إن مؤشر دبي رغم تداولاته الضعيفة نهاية الأسبوع الماضي، والتي لم تصل إلى 500 مليون درهم لا يزال يتداول في مناطق إلى حد ما آمنة بفعل استمرار تداوله قرب حاجز المقاومة النفسى عند 5000 نقطة، ولم يتعرض بعد لمناطق الدعم المعنية بمخاطر التراجع من جديد بدءاً من منطقة الدعم الهامة 4280 نقطة.
وأضاف أن تجاوزاً جديداً ومقنعاً لحاجز المقاومة النفسى 5000 على المدى المتوسط أو القصير، سوف يؤدي إلى تعزيز الآمال في تحقيق أرقام عليا جديدة للمؤشر خلال العام الحالي، مشروطة بتجاوز مقنع لمستوى المقاومة الحامي للاتجاه الهابط للمؤشر عند 5289 نقطة، مشيراً إلى أن المؤشر ما زال يتداول في اتجاه هبوطي تاريخي غير مكتمل الشروط والمواصفات الفنية على خرائط اتجاهه للمدى المتوسط.
وأوضح العشري أن الضعف الملحوظ على تداولات سوق دبي يعود إلى تأثره بالأداء السلبي لسهم أرابتك الذي عجز عن تجاوز مناطق المقاومة المعنية بالصعود خلال تداولات الأسبوع الماضي، على الرغم من إعلان نتائج أرباح الربع الثاني من العام الحالي والتي يراها البعض إيجابية، وبين أن سهم أرابتك عاد للتداول قرب مناطق الدعم الخطرة بدءاً من مستوى الدعم الأول عند 3,67 درهم، والذي يجدد تجاوزه هبوطاً مخاطر تراجعات جديدة، قد تتسم بالعنف على المدى المتوسط، مما سيؤثر سلبا على أداء مؤشر سوق دبي المالي.
وأضاف: «يظل مؤشر سوق دبي آمناً في المستويات الحالية لبعض الوقت، مالم يفلح سهم أرابتك في تجاوز مستوى الدعم المذكور ويجبر المؤشر على التراجع من جديد».
وقال العشري، إن مؤشر أبوظبي حقق تداولات هزيلة في نهاية الأسبوع لم تصل إلى 150 مليون درهم، فضلاً عن عجزه عن الاحتفاظ بتداوله فوق حاجز المقاومة النفسى عند 5000 نقطة كلما نجح في تجاوزه صعوداً، مما يوحي بالمخاطر التي سوف تتأكد بتجاوز ناجح لأول مستويات الدعم الهامة عند 4720 نقطة.