مصادر: اليوم الثاني لاكتتاب “إعمار مولز” يعكست تزايدا ملحوظا من الأفراد
أكدت مصادر مصرفية أن مؤشرات اليوم الثاني من اكتتاب في أسهم إعمار مولز، قد عكست تزايداً ملحوظاً في الإقبال على الاكتتاب من شريحة الأفراد، بالقياس باليوم الأول الذي استحوذت فيه الاستفسارات عن الطرح والتسعير على النصيب الأكبر من الطلبات، متوقعين أن تشهد عملية الاكتتاب إقبالاً كثيفاً خلال الأيام المقبلة كلما اقتربنا من اغلاق الاكتتاب.
وقال خبراء ماليون ـ بحسب “الاتحاد” ـ إن نشرة الاكتتاب التي أعلنتها الشركة أمس الأول زادت من شهية المستثمرين أفرادا ومؤسسات بعد أن أجابت على كثير من التساؤلات التي استفسر عنها المستثمرون فيما يتعلق بالوضع المالي للشركة والأداء التشغيلي والاستراتيجية المستقبلية والآفاق المستقبلية للاقتصاد المحلي وتأثيرها على أداء القطاع الذي تعمل به الشركة.
استحوذت طلبات الاكتتاب في أسهم إعمار مولز، والمقدمة عبر القنوات الذكية على 50% من إجمالي الطلبات التي تلقتها البنوك خلال اليومين الأول والثاني من الاكتتاب العام، بحسب مصادر مصرفية، قدرت الوقت المستغرق لإنجاز أوامر الاكتتاب الكترونياً، بما يتراوح بين 2 الى 3 دقائق فقط.
وقال مجد المعايطة رئيس دائرة الأوراق المالية في بنك أبوظبي الوطني، أحد البنوك الرئيسية المتلقية للاكتتاب، إن الإقبال خلال اليوم الثاني جاء قوياً ولافتاً من ناحية حجم الطلب، مشيرا إلى أن الآليات الجديدة للاكتتاب سواء عن طريق منصة الاكتتاب الإلكتروني أو الاكتتاب عبر الانترنت أو الاكتتاب المباشر عبر فروع البنوك التي تزيد على 125 فرعاً على مستوى الدولة، سهلت إلى حد بعيد من إجراءات الاكتتاب وقلصت الزمن المستغرق لإنجاز أوامر الاكتتاب إلى اقل من 3 دقائق فقط، مقارنة بالاكتتابات السابقة التي كانت تستغرق عملية الاكتتاب فيها ساعات طويلة.
وأوضح أن طلبات الاكتتاب تستخرج إلكترونيا ولا تحتاج إلى تعبئة بيانات سوى التوقيع فقط، وذلك بعد أن تم ربط بيانات المكتتب بقاعدة بيانات سوق دبي المالي من خلال بطاقة رقم المستثمر التي باتت إلزامية عند الاكتتاب.
وأوضح معايطة أن البنوك المحلية تسرع حالياً الخطى للتوسع في تقديم خدمات الاكتتابات الكترونياً خلال الفترة المقبلة بعد نجاح تجربته من خلال منصة سوق دبي المالي للاكتتاب الالكتروني في اكتتاب شركة ماركة وحاليا في اكتتاب إعمار مولز، بالإضافة إلى قناة الاكتتاب الأخرى عبر أجهزة الصراف الآلي لبنك الإمارات دبي الوطني وموقعه الالكتروني لعملاء البنك.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر مصرفية قريبة من الاكتتاب أن القنوات الذكية استحوذت على 50% من طلبات الاكتتاب خلال اليومين الأول والثاني، متوقعة زيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة في ظل الانتشار الواسع لاستخدام هذه الخدمة التي تسهل على المكتتبين انجاز طلبات الاكتتاب على مدار الساعة.
وتوقع معايطة أن تشهد فروع البنوك المتلقية للاكتتاب ضغطا كبيرا في الأيام الأخيرة من الاكتتاب، خاصة أن الأحجام الكبيرة للاكتتاب ستتم عبر البنوك وليس من خلال القنوات الذكية مثل بطاقة أيفستور أو أجهزة الصراف الآلي أو الأونلاين.
وأكد أن الإقبال خلال أول يومين تجاوز التوقعات بالمقارنة بالاكتتابات السابقة في الإمارات، بما يعكس قوة ومكانة الشركة لدى المستثمرين وجاذبيتها وذلك على الرغم من الآلية الجديدة المتبعة في الاكتتاب عبر نظام بناء سجل الأوامر الجديد على السوق المحلي وعلى المستثمرين الأفراد.
وأوضح أن الإقبال الكبير يعطي مؤشراً على أن الاكتتاب سيشهد تغطية بأحجام كبيرة، عازيا هذه التوقعات المتفائلة إلى تعطش السوق منذ فترة طويلة للاكتتابات العامة العملاقة، مشيراً إلى أنه رغم زيادة أعداد المكتتبين إلا أن كل الطلبات تم إنجازها بشكل سريع ودقيق.
وأكد المعايطة أن عملية الاكتتاب تتم بسلاسة ودون معوقات في ظل الاستعدادات والتسهيلات الكبيرة غير المسبوقة التي اتخذت لتسهيل عملية الاكتتاب والتي من أبرزها إجراء الاكتتاب إلكترونياً للمرة الأولى بعد أن تم اعتماد هذا الإجراء من «إعمار مولز»، بالتعاون مع سوق دبي المالي والبنوك المتلقية للاكتتاب وإتاحة إجراء الاكتتاب بالكامل عن طريق الأون لاين وأجهزة الصراف والدفع الآلي الخاصة ببنك الإمارات دبي الوطني لعملاء البنك، حيث تم تجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك وإضافة منصة خاصة بالاكتتاب للعملاء الراغبين في الاكتتاب ممن لديهم رقم مستثمر بسوق دبي المالي الذي يتم من خلاله التعرف على بيانات المستثمر المرتبطة بالسوق والتسجيل فوراً في الاكتتاب وفقاً لما يحدده من قيمة ورصيد متوفر في الحساب.
واعتبر خبراء ماليون أن انجاز اكتتاب إعمار مولز عبر قنوات الكترونية للمرة الأولى في الإمارات من شأنه أن يؤسس إلى مرحلة جديدة من سوق الإصدارات الأولية الذكية في الدولة، ويأتي في إطار جهود القطاع المالي في دبي لدعم خطط تحويل دبي إلى مدينة ذكية.
وأشار هؤلاء إلى أن استخدام منصة سوق دبي المالي الالكترونية للاكتتاب الأولي يعد الحل المتطور والفعال لتقليص الفترة الزمنية التي تفصل بين انتهاء الاكتتاب والإدراج في السوق، وما يتخللها من إجراءات تتعلق بفحص السجلات وتدقيق البيانات ونقلها من البنوك إلى السوق ونقل الأسهم ورد الفائض لنحو 5 أيام فقط مقارنة مع فترة تصل حالياً إلى 6 أشهر، فضلا عن إمكانية التداول في ذات يوم الإدراج.
ويجري الاكتتاب في إعمار مولز من خلال ثلاث طرق رئيسية يمكن من خلالها للمستثمرين الأفراد التسجيل من خلالها في العرض العام لبيع أسهم مجموعة إعمار مولز، وهي الاكتتاب عبر الانترنت من خلال منصة سوق دبي المالي الإلكترونية للاكتتاب الأوّلي باستخدام بطاقة «آيفستر» سارية المفعول وتحتوي على مبالغ كافية لسداد قيمة الأسهم، والطريقة الثانية عبر الاكتتاب شخصياً، لدى فروع البنوك المتلقية للاكتتاب، وهي: أبوظبي الوطني، والإمارات دبي الوطني، والمشرق، ودبي الإسلامي، والخليج الأول، ودار التمويل، والاتحاد الوطني، والإمارات الإسلامي واكثر من 125 فرعاً لهذه البنوك منتشرة في انحاء الدولة.
وقال نائب رئيس أول، رئيس قطاع الخدمات المالية في سوق دبي المالي، علي الهاشمي، في تصريحات سابقة إن منصة الاكتتاب العام الإلكتروني توفر للمستثمر إمكانية تعبئة طلبات الاكتتاب الإلكترونية المتوفرة عبر موقع الاكتتاب ما يوفر الوقت والجهد، فضلاً عن تقليل الأخطاء وضمان دقة المعلومات، وكذا إمكانية الاطلاع على المعلومات المطلوبة كافة عن الاكتتاب، مثل نشرة وملخص الإصدار وعقد التأسيس والنظام الأساسي للشركة التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام»، لافتاً إلى أنه «يمكن للمستثمرين سداد رسوم الاكتتاب من خلال بطاقة آيفستر الصادرة عن السوق».
وقال إن تطوير البنية التشريعية لعملية الاكتتاب وإتمامها إلكترونياً، سيقلل من احتمالات سعى شركات محلية إلى إدراج أسهمها في البورصات الخارجية بسبب تنافسية الإجراءات»، موضحاً أن تسهيل عملية الاكتتاب وإتمامها إلكترونياً سيقضى كذلك على بعض الصعوبات التي كانت سائدة في الماضي مثل ضرورة وفود المستثمرين الأجانب إلى الدولة وتسليم المبالغ يدوياً مع الاصطفاف في طوابير طويلة منذ المساء للحصول على دور في الاكتتاب».
ويتم من خلال «منصة الاكتتاب العام الإلكتروني لسوق دبي المالي ربط البنوك المشاركة في الاكتتاب العام أو حقوق الإصدار مع نظام المقاصة والإيداع لدى السوق بهدف إتمام عملية التخصيص واسترداد فائض الاكتتاب في زمن قياسي.
من جهته، أكد المحلل المالي زياد الدباس أن مؤشرات الإقبال القوي على الاكتتاب في 15,4% من رأسمال إعمار مولز تعكس عودة الازدهار لسوق الإصدارات الأولية القوية في الإمارات بعد ركود استمر لأكثر من 5 سنوات، وتجسد ثقة المستثمرين بأداء الاقتصاد الوطني وقطاعاته المختلفة وفي مقدمتها قطاع العقار والسياحة والتجزئة اضافة الى الثقة بكفاءة ادارة الشركة وجوده أصولها.
وأوضح أن السمعة العالمية والإقليمية والمحلية التي تحظى بها الشركة في ظل الإنجازات الكبيرة التي حققتها والتي انعكست على مؤشرات أرباحها ومؤشرات نموها والارتفاع الكبير في أسعارها السوقية، ستعلب عاملا رئيسيا في تجاوز تغطية الاكتتاب توقعات الكثير من الخبراء.
وأضاف الدباس أن تخصيص ما نسبته 70% من الأسهم المطروحة للمؤسسات الاستثمارية يعد مؤشر على ثقة الشركة بالاهتمام المؤسسي العالمي بقوتها والذي سوف ينعكس على حجم الإقبال على الاكتتاب بأسهمها في ظل ترقيه أسواق الامارات الى أسواق ناشئة في مؤشر مورجان ستانلى، حيث تعتبر أسهم الشركة من الأسهم الهامة بالنسبة للمستثمرين العالميين ضمن هذا المؤشر مع العلم بان شركة اعمار العقارية هي أول شركة إماراتية سمحت للأجانب بتملك أسهمها وسمحت للأجانب بتملك منتجاتها العقارية مما عزز من تدفقات الاستثمار الأجنبي على دبي بصورة خاصة ودوله الامارات بصورة عامة.